
مارتن لوثر كينغ جونيور . ولد
في 15 يناير عام 1929 - واغتيلَ
في 4 أبريل 1968
زعيم
أمريكي من أصول إفريقية، قس وناشط سياسي ، من المطالبين بإنهاء التمييز العنصري ضد
السّود، في عام 1964 م حصل
على جائزة نوبل للسلام، وكان
أصغر من يحوز عليها. اغتيل في الرابع من نيسان/أبريل عام 1968،
اعتبر مارتن لوثر كنج من أهم الشخصيات التي
ناضلت في سبيل الحرية وحقوق الإنسان
في
مدينة أتلانتا كان
يغلب على الصبي (مارتن) البكاء حينما يقف عاجزاً عن تفسير لماذا ينبذه أقرانه
البيض، ولماذا كانت الأمهات تمنعن أبناءهن عن اللعب معه. ولكن الصبي بدأ يفهم
الحياة، ويعرف سبب هذه التصرفات، ومع ذلك كان دائما يتذكر قول أمه "لا تدع
هذا يؤثر عليك بل لا تدع هذا يجعلك تشعر أنك أقل من البيض فأنت لا تقل عن أي شخص
آخر
كان
تفوقه على أقرانه سبباً لالتحاقه بالجامعة في آخر عام 1942، حيث درس بكلية مورهاوس
ثم حصل على درجة البكالوريوس في الآداب في سنة 1948، ولم يكن عمره تجاوز 19 عاما
البداية
فى عام ١٩٥٤م
قدم مارتن وزوجته إلى مدينة مونتجمري التي كانت ميدانا لنضال مارتن، أن جاء يوم
الخميس الأول من ديسمبر 1955، حيث رفضت السيدة( روزا باركس ) وهي
سيدة سوداء أن تخلي مقعدها لراكب أبيض، فما كان من السائق إلا أن استدعى رجال
الشرطة الذين ألقوا القبض عليها بتهمة مخالفة فكانت البداية .
النضال
كانت
الأوضاع تنذر برد فعل عنيف لولا أنّ مارتن لوثر كينج اختار للمقاومة طريقا آخر غير
الدم. فنادى بمقاومة تعتمد على مبدأ "اللا عنف" أو "المقاومة
السلمية" فكان
النداء بمقاطعة شركة الحافلات امتدت عاما كاملاً أثر كثيراً على إيراداتها، حيث
كان الأفارقة يمثلون 70 % من ركاب خطوطها
لم
يكن هناك ما يدين مارتن فألقي القبض عليه بتهمة قيادة سيارته بسرعة 30 ميلاً في
الساعة في منطقة أقصى سرعة فيها 25 ميلاً، وألقي به في زنزانة مع مجموعة من
السكارى واللصوص والقتلة. كان هذا أول اعتقال لمارتن لوثر كينج أثر فيه بشكل بالغ
العمق، حيث شاهد وعانى بنفسه من أوضاع غير إنسانية، إلى أن أُفرج عنه بالضمان
الشخصي.
بعدها
بأربعة أيام فقط وفي 30 يناير 1956م ، كان مارتن يخطب في أنصاره حين ألقيت قنبلة
على منزله كاد يفقد بسببها زوجته وابنه، وحين وصل إلى منزله وجد جمعا غاضبا من
الافارقة مسلحين على استعداد للانتقام، وأصبحت مونتجمري على حافة الانفجار من
الغضب، ساعتها وقف كينج يخاطب أنصاره: "دعوا الذعر جانبا، ولا تفعلوا شيئا
يمليه عليكم شعور الذعر، إننا لا ندعو إلى العنف". وبعد أيام من الحادث أُلقي
القبض عليه ومعه مجموعة من القادة البارزين بتهمة الاشتراك في مؤامرة لإعاقة العمل
دون سبب قانوني بسبب المقاطعة، واستمر الاعتقال إلى أن قامت 4 من السيدات من ذوى
أصول افرقية بتقديم طلب إلى المحكمة الاتحادية لإلغاء التفرقة في الحافلات في
مونتغمري، وأصدرت المحكمة حكمها التاريخي الذي ينص على عدم قانونية هذه التفرقة
العنصرية. وساعتها فقط طلب كينج من أتباعه أن ينهوا المقاطعة ويعودوا إلى استخدام
الحافلات " بتواضع ودون خيلاء"، وأفرج عنه لذلك
1957 أصبح مارتن لوثر كينج أصغر شخص وأول
قسيس يحصل على ميدالية "سينجارن" التي تعطى سنوياً للشخص الذي يقدم
مساهمات فعالة في مواجهة العلاقات العنصرية، وكان في السابعة والعشرين من عمره.
وبهذه المناسبة وأمام نصب لنكولن التذكاري وجه كينج خطابه الذي هاجم فيه
الحزبين السياسيين الرئيسيين (الجمهوري والديمقراطي) وردد صيحته الشهيرة:
"أعطونا حق الانتخاب"، ونجحت مساعيه في
تسجيل خمسة ملايين من الأمريكان ذو الأصول الأفريقية في سجلات الناخبين في الجنوب.
وبعد تولي
"كيندي" منصب الرئاسة ضاعف كينج جهوده المتواصلة لإقحام الحكومة
الاتحادية في الأزمة العنصرية المتفاقمة إلا أن جون كيندي استطاع ببراعة
السياسي أن يتفادى هجمات كينج , هنا قرر كينج في أواخر صيف عام 1963 بدء سلسلة من
المظاهرات في برمنجهام , ثم وقعت أول معركة سافرة بين السود المتظاهرين ورجال الشرطة
البيض الذين اقتحموا صفوف المتظاهرين بالعصي والكلاب البوليسية الشرسة ، لكن
المشهد كان على مرأى من كاميرات التلفاز ،
ولم يعد ممكناً تعمية الأخبار على الناس .
ثم صدر أمر قضائي بمنع كل أنواع
الاحتجاج والمسيرات الجماعية وأعمال المقاطعة والاعتصام؛ فقرر كينج لأول مرة في
حياته أن يتحدى علانية حكما صادرا من المحكمة، وسار خلفه نحو ألف من المتظاهرين
الذين كانوا يصيحون "حلت الحرية ببرمنجهام"، وألقي القبض على كينج
وأودعوه سجنا انفراديا، وحرر خطابا أصبح فيما بعد من المراجع الهامة لحركة الحقوق
المدنية، وقد أوضح فيه فلسفته التي تقوم على النضال في إطار من عدم العنف.
وبعد خروجه بكفالة
واصل قيادته للحركة، ثم برزت له فكرة تتلخص في هذا السؤال: ماذا أنت صانع
بالأطفال؟ إذ لم يكن إلا القليلون على استعداد لتحمل المسؤولية التي قد تنشأ عن
مقتل طفل، ولكنه لم يتردد كثيراً فسمح لآلاف من الأطفال باحتلال المراكز الأمامية
في مواجهة رجال الشرطة والمطافئ وكلاب شرطية متوحشة فارتكبت الشرطة خطأها الفاحش ،
واستخدمت القوة ضد الأطفال الذين لم يزد عمر بعضهم عن السادسة، ثم اقتحم رجال
الشرطة صفوفهم بعصيهم وبكلابهم ؛ مما أثار حفيظة الملايين، وانتشرت في أرجاء
العالم صور كلاب الشرطة وهي تنهش الأطفال ، وبذلك نجح كينج في خلق الأزمة التي كان
يسعى إليها،
ثم أعلن أن الضغط لن
يخف، مضيفاً : "إننا على استعداد للتفاوض، ولكنه سيكون تفاوض الأقوياء
فلم يسع البيض من سكان المدينة إلا أن يخولوا على الفور لجنة بالتفاوض مع زعماء
الأفارقة، وبعد مفاوضات طويلة شاقة تمت الموافقة على برنامج ينفذ على مراحل بهدف
إلغاء التفرقة وإقامة نظام عادل وكذلك الإفراج عن المتظاهرين ، غير أن غلاة دعاة
التفرقة بادروا بالاعتداء بالقنابل على منازل قادة الافارقة ؛ فاندفع الشباب
الأفارقة الغاضبين لمواجهة رجال الشرطة والمطافئ، وحطموا عشرات السيارات ، وأشعلوا
النيران في بعض المتاجر، حتى اضطر الرئيس جون كنيدي لإعلان حالة الطوارئ
في القوات المسلحة، وسارع كينج محاولا أن يهدئ من ثائرة المواطنين، وكان عزاؤه أن
من اشتركوا في العنف من غير الأعضاء النشطين المنتظمين في حركة برمنغهام ، وما لبث
أن قام بجولة ناجحة في عدة مدن كشفت عن البركان الذي يغلي في صدور الأفارقة السود
تحت تأثير مائة عام من الاضطهاد
اتحد
مع زعماء الأمريكان الافارقة مثل زعيم المسلمين الافارقة مالكوم إكس
لدي
حلم
تلقى أفارقة أمريكا درسهم من الأحداث العظام
فقاموا في عام 1963 بثورة لم يسبق لها مثيل في قوتها اشترك فيها 250 ألف شخص، منهم
نحو 60 ألفا من البيض متجهة صوب نصب لنيكولن التذكاري، فكانت أكبر مظاهرة في تاريخ
الحقوق المدنية، وهنالك ألقى كينج أروع خطبه:
"لدى حلم" I have a dream
" التي
قال فيها: "لدي حلم بأن يوم من الأيام أطفالي الأربعة سيعيشون في شعب لا يكون
فيه الحكم على الناس بألوان جلودهم، ولكن بما تنطوي عليه أخلاقهم"
بعد، فما أن مضت ثمانية عشر يوما حتى صُعق
مارتن لوثر كينج وملايين غيره من الأمريكيين بحادث وحشي، إذ ألقيت قنبلة على
الكنيسة المعمدانية التي كانت وقتذاك زاخرة بتلاميذ يوم الأحد من الزنوج؛ فهرع
كينج مرة أخرى إلى مدينة برمنجهام، وكان له الفضل في تفادي انفجار العنف.
في 1964
، صدر قانون حقوق
التصويت الانتخابي الفيدرالي وفي العام نفسه
أطلقت مجلة "تايم" على كينج لقب "رجل العام" فكان أول رجل من
أصل أفريقي يمُنح هذا اللقب، ثم حصل في عام 1964 على جائزة نوبل للسلام لدعوته إلى
اللاعنف
اغتيالة
فى 1968 أقام مارتن فى ممفيس وفي غرفة آخرى كان
يقيم شخص يدعى جيمس إرل راي كان قد عزم الامر على اغتيال مارتن
فانتظرة وفي الساعة 6 ظهر
كينغ وهو يرتدي بذّة سوداء اللون . وكان يستعد للظهور أمام تجمّع جماهيري في تلك
الليلة . استند كينغ إلى جدار الشرفة كي يتبادل الحديث مع مساعده جيسي جاكسون الذي كان يقف على الأرض ،
تحت الشرفة . فجأة دوى صوت طلقة ،
وانفجرت حنجرةكينغ ثم سقط على
أرضية الشرفة واندفع الدم من عنق كينغ في تلك الليلة ، انفجرت أعمال العنف في كثير من
مدن البلاد
من
اقواله الماثورة
* يجب أن تكون الوسيلة التي نستخدمها بنفس نقاء الغاية التي نسعى إليها
* الشغب لغة من لا يُسمَعون
* التراجيديا الكبرى ليست الاضطهاد والعنف الذي يرتكبه الأشرار، بل صمت
الأخيار على ذلك
* الحب هو القوة الوحيدة القادرة على تحويل عدو إلى صديق
